كشف مواطن سعودي بعد وصوله للمملكة قادماً من مصر عن معاناته هو والسعوديين الذين عادوا للوطن وكيفية ترتيب الرحلة, والأعداد الهائلة من السعوديين الذين يتكدسون في مطار القاهرة الدولي, وقال: لقد ذقنا معاناة مُرة بسبب تدهور الأوضاع هناك, والخوف والرعب الذي سيطر علينا من وجود عصابات وقطاع الطرق.
وأضاف : لقد أقلعت طائرتان تابعتان للخطوط الجوية العربية السعودية من مطار القاهرة الدولي, إحداهما متجهة إلى مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة، والثانية ترانزيت عبر محطتين من القاهرة للرياض، ثم إلى جدة، وعلى متنها عدد من السعوديين من الذين كانوا في مصر, ودفعهم خطورة الموقف هناك للعودة إلى المملكة بالتنسيق مع سفارة خادم الحرمين الشريفين بالقاهرة.
وأضاف أن السفارة كانت بدأت عملية تنظيم وحصر السعوديين الموجودين في مصر ويرغبون في العودة للمملكة, وبدأت في تلقي استفساراتهم واتصالاتهم لترتيب عودتهم, وحددت فندق "ماريوت" لتجميع من يريدون العودة.
ووصف أحد المواطنين الذين ذهب لإحضار اثنين من أشقائه, يدرسان في كليات الهندسة بإحدى الجامعات المصرية، الوضع الذي كانوا عليه خلال اليومين الماضيين بالعصيب, مشيراً إلى أن أحد الفنادق المُطلة على النيل، والذي كانوا يقيمون فيه، قد تحول إلى سكن له ولعدد من السعوديين، بعد أن باءت محاولات توفير سكن آمن بالفشل.
وقال: "كنت في زيارة لاثنين من أشقائي يدرسان بكلية الهندسة بإحدى الجامعات بالقاهرة، وأثناء وجودي معهما وقعت الأحداث والمظاهرات، وواجهنا صعوبة في التنقل ما بين الأحياء، وفضَّلنا البقاء بمقر السكن, حتى ساءت أحوالنا وطلبت منا والدتنا العودة للوطن وعدم البقاء، وظلت في قلق خصوصاً مع زيادة الاضطراب بالمنطقة وانقطاع الاتصالات يوم الجمعة الماضية, إلى أن طلبت منا السفارة التنسيق لتأمين العودة لكافة رعاياها السعوديين، وحددت بعض الفنادق للتجمع هناك".
وبيَّن المواطن أن عملية خروجهم من السكن والتوجه للفندق, كانت صعبة للغاية في ظل وجود مجموعة من الشبان المجهولين ينتشرون بشوارع القاهرة، وقال "عرفنا بعدها أنهم من الخارجين عن النظام، وهم من يقومون بعمليات السلب والنهب، ووجدنا صعوبة بالغة حتى تم تأمين المواصلات، ولو كان ذلك قد تم بمبالغ كبيرة تُدفع للابتعاد عن الأحياء واللجوء لفندق ميريديان".
وأضاف "حضرنا في قاعة الانتظار بالفندق لأكثر من عشر ساعات دون أن يتم تأمين غرفة لنا، حيث عانينا ومعنا أعداد كبيرة من السعوديين ومنهم عائلات، من عدم توفير الوجبات والأطعمة" وتابع: "التقينا بالمسئولين بالسفارة السعودية, وشرحنا لهم معاناتنا حتى حان موعد رحلة المغادرة عند الساعة السادسة من مساء اليوم".
وأشار إلى أنه كان قد قطع تذاكر للمغادرة درجة أولى له ولأشقائه، وتكبد مبالغ باهظة رغبةً في المغادرة في أسرع وقت قبل أن يتم إغلاق المطارات, وتوقف رحلات الطيران في حالة زيادة الاضطراب وفقاً للتوقعات.
وكشف المواطن عن ازدحام كثيف للغاية يشهده مطار القاهرة الدولي، وتكدس أعداد كبيرة من المواطنين الذين ينتظرون مغادرة رحلاتهم، ومنهم من فضل البقاء بالمطار, مُعتبراً أنه مكان آمن له، بخلاف الجاليات الأخرى من عدد كبير من دول العالم الذين فضلوا المغادرة وامتلأت بهم ردهات وأرجاء المطار، مشيراً إلى خلو الفنادق من السكان الذين كانت تمتلئ بهم ساحات الفندق من أجل إنهاء إقامتهم ومغادرة المنطقة.
من ناحية أخرى، ذكر أحد المواطنين بالطائف أن وسيلة الاتصال انقطعت مع والده "رجل أعمال" الذي كان بالقاهرة قبل وقوع الأحداث بأسبوعين تقريباً، حيث انقطعت الاتصالات بينهما يوم الجمعة الماضية لحظة تطور الموقف بمصر، حتى بادرهم باتصال صباح السبت يطمئنهم بأنه بخير ولم يتعرض لأي مُشكلة جراء الأحداث الواقعة، وأنه يرغب في القدوم لأرض الوطن، ولكنه يخاف الوضع في شوارع القاهرة، باعتبار أنه يسكن بشارع فيصل، ومُبدياً تخوفه من الأحداث حتى بادر بالاتصال بالسفارة السعودية، وأخبرهم عن وضعه، حيث طلبوا منه الخروج والقدوم للسفارة لتنسيق تأمينه، ومن ثم نقله جواً مع